سل
"علشان ماليش غيرك" باستوديو مغربي بالقرب من شبرامنت تعيش حالة من
الطوارئ ممزوجة ببعض القلق أحياناً لاستمرار التصوير خلال الأيام الأولي
من رمضان فيتبقي حوالي 15 يوماً من التصوير - حسب تصريحات المخرج السوري
رضوان شاهين وبعدها سيبدأ الجميع وعلي رأسهم نجمة المسلسل إلهام شاهين
الاندماج في أجواء شهر رمضان الكريم ولا يتبقي سوي استكمال مونتاج ومكساج
الحلقات وتسليمها للتليفزيون المصري والقنوات العربية الأخري التي ستعرض
المسلسل.
النجمة إلهام شاهين متفرغة تماماً للعمل وحريصة علي أن يكون كل شيء في
الاستوديو جاهزاً حتي يبدأ التصوير دون توقف لانجاز أكبر عدد من المشاهد
يومياً لدرجة أنها تستمر في البروفة والتصوير حتي تشعر أنها وصلت لمرحلة
الارهاق الشديد وعدم القدرة علي فتح عينيها هنا فقط تقول "تعبت".
كاميرات "المساء" قضت يوماً مع الست منيرة "كبيرة النزلة" - وهي الشخصية
التي تجسدها إلهام شاهين - كان المطلوب منها تصوير 16 مشهداً علي الأقل
وكلها مليئة بالانفعالات مثل الاحساس بالغدر والخيانة والرغبة في الانتقام
من الزوج الخائن - رغم أنه قتل.
إلهام شاهين كانت حريصة قبل كل لقطة علي النقاش مع المخرج رضوان شاهين
لتعرف كيف سيصور المشهد ومن أي زاوية لتخرج انفعالاتها صحيحة وفعلا صورت
إلهام هذه المشاهد دون اعادة واحدة رغم انها كانت في قمة الانفعال حسب
السيناريو الذي كتبه عاطف البكري.
ورغم الارهاق والجهد الواضح في أداء المشاهد لكن إلهام استغلت وقت الراحة
المخصص لطاقم الإخراج والفنيين في الاستعداد لمجموعة جديدة من المشاهد
بتغيير الملابس والاستسلام للماكيير شريف فهمي لعمل المكياج لها حتي تكون
مستعدة للوقوف أمام الكاميرا مرة أخري مع انتهاء الراحة لكل الموجودين في
البلاتوه.
الطريف ان هذا اليوم كان مخصصا لمشاهد الغضب والثورة من خيانة الزوج
الراحل واليوم السابق له كان لمشاهد الرومانسية والعبارات الرفيعة بين
الزوجين في الاحداث إلهام شاهين والفنان الكبير رياض الخولي.
وتعليقا علي تناولها لخيانة الزوج أو الحبيب في أكثر من عمل درامي تعلق
النجمة إلهام شاهين اكثر ما يؤلم المرأة في حياتها الخيانة وهناك الكثير
من الرجال لهم علاقة بامرأة أخري سواء زواج سري أو علاقة غرامية ومعظم
مشاكل المرأة سببها الرجل والكثير من مشاكل الرجل تتواجد فيها المرأة وهذا
طبيعي لانهما عنصرا الحياة ورغم كم المشاهد الكبيرة المطلوبة من إلهام
شاهين إلا انها من باب الحرص علي زملائها من أسرة المسلسل طلبت من المخرج
المنفذ وحيد محب تأجيل مشهد للممثلة الشابة ميرنا المهندس أمامها لليوم
التالي نظرا لان مشهد واحد ولا داعي لاستدعاء ميرنا كل هذه المسافة من أجل
تصويره خاصة ان لها مشاهد أخري معها في خطة اليوم التالي.
من المشاهد التي صورت في هذا اليوم مشهد لإلهام ومعها الممثلة سلمي غريب
وتجسد فيه حالة الحزن الشديد بعد مقتل الزوج واصابتها بالانهيار وكانت
ترتدي فيه السواد طبعاً وبعدها انقلب الحال بها بعد اكتشاف الخيانة فارتدت
منيرة جلابية حمراء وأسدلت شعرها علي كتفيها وصممت علي حرق كل ملابسه علي
باب القصر.
ديكور قصر كبير النزلة مكون من دورين 7 غرف بالدور الأرضي و4 غرف بالدور
العلوي ويبدو علي الاثاث مظاهر الثراء لان عائلة الرشيدي والتي اطلقت
النزلة علي اسمها اكبر العائلات واغناها وتتحكم في سكان النزلة وهي منطقة
ساحلية.
رسالة مهمة
وعن تجربته في الاخراج بمصر يقول المخرج السوري رضوان شاهين: سعيد
بالتجربة جداً لان الورق المكتوب يحمل رسالة مهمة هي العلاقة بين الحاكم
والمحكوم وجميع الفنانين متحمسين وعلي رأسهم النجمة إلهام شاهين.
وحول اختلاف تكتيك الاخراج ما بين الدراما السورية والمصرية يؤكد ان المسألة هي اختلاف مدارس فأنا أعمل بكاميرا واحدة.
وعن آخر أخبار التصوير يقول رضوان شاهين باقي حوالي 15 يوماً معظمها داخل
البلاتوه في قصر الرشيدي وأتفرغ بعدها للمونتاج والتتر من كلمات أيمن بهجت
قمر ألحان جمال جودة وغناء حنان ماضي.
وبالنسبة للجديد بعد "عشان ماليش غيرك" يقول: أمامي أكثر من عرض منها
سيناريو عنوانه "أسعد الوراق" عن رواية لصدقي إسماعيل وقد صدرت في أوائل
السبعينيات في 7 حلقات وكانت بطولة مني واصف وهاني روماني وسيكونان ضيفي
شرف في المسلسل الجديد الذي سيكون من 30 حلقة ويقوم ببطولته تيم حسن وأمل
عرفة وسامي المصري.
رضوان شاهين حاصل علي ماجستير الاخراج السينمائي من معهد السينما بمصر وله
الكثير من الافلام والمسلسلات بسوريا منها القلب. باب الحديد. دعاة علي
باب جهنم. كوم الحجر. الحوت.
كاميرا واحدة
ومن العناصر المهمة في أسرة "عشان ماليش غيرك" حنا ورد مدير التصوير
والاضاءة وهو أحد أفراد الطاقم السوري في المسلسل ويقول: مدير التصوير هو
التسمية الصحيحة للشخص المختص بتحويل رؤية المخرج إلي واقع أمام الكاميرا
وهو تعبير أصح من مدير الاضاءة لان الاضاءة أحد عناصر التصوير.
يقول: عندما نتحدث عن الدراما الحقيقية فلابد ان تكون أقرب للسينما مما
نراه علي الشاشة هو أقرب لما يسمي المسرح المتلفز أو الدراما الكلاسيكية
وهناك الدراما السينمائية وهذا ما نعمل به في المسلسل وهو ما نسير عليه
أيضاً في سوريا فنعتمد علي كاميرا واحدة أساسا رغم ان هناك مشاهد تحتاج
لاكثر من واحدة مثل المعارك فبدلا من ان نصورها من أكثر من زاوية نستخدم
عدة كاميرات لكن الأصل هو الكاميرا الواحدة التي تجعل الصورة أقرب للسينما
وهذا هو الحل الوحيد لتطوير الدراما العربية بشكل عام.
وأضاف: أنا لا أعترف بتصنيف الدراما حسب الجنسية لانها بالنهاية سوق
اقتصادي واحد والتعاون أفضل للجميع لان البقاء للأفضل فإما ان نتعاون وإما
ان نتخانق ليس هناك حل ثالث.
حنا ورد درس التصوير بمعهد السينما بموسكو والتقي هناك بكل من طارق
التلمساني مدير التصوير والمخرج محمد كامل القليوبي وعميد معهد السينما
الراحل د. مصطفي محمد علي الذي توفي من 10 سنوات.
الفن بلا جنسية
من الطاقم السوري ايضا وائل شحاذة مشرف الاضاءة ويقول: أعمل في هذا المجال
من 23 سنة ومهمتي هي تنفيذ رؤية مدير التصوير والاضاءة في الاستوديو.
وعن تعامله في أعمال فنية بمصر يقول: هذا أول عمل لي في مصر لكن سبقه
تجارب مع مصريين صوروا في سوريا مثل المخرج هاني إسماعيل الذي صور معظم
مشاهد مسلسل "علي باب مصر" في سوريا.
وبالنسبة لتواجد السوريين بكثرة في المجال الفني يقول: لا يوجد اقتحام
سوري للفن المصري فالفن لا جنسية له ولولدي شيء جميل لماذا لا أقدمه وأنت
أيضا تقدم ما لديك وتكتمل المائدة الشهية ونحن لم نأت إلي مصر لنقوم بدور
المعلم لأننا تعلمنا الفن من مصر ولديها تاريخ فني حافل.
أما مدير الانتاج مجدي حليم فيتحدث عن بعض الجوانب الانتاجية في المسلسل
قائلا: أمامنا حوالي أسبوعين وننتهي من التصوير وأغلب المشاهد داخل
البلاتوه. ثم السفر إلي بورسعيد "5" أيام لتصوير بعض المشاهد هناك.
أضاف: 80% من المسلسل تم تصويره خارجياً رغم مشاهد العمل خارج البلاتوه
لكن الأحداث تتطلب هذا منها 21 يوماً في الاسماعيلية وأيضا في الاسكندرية.
أصغر الأعضاء
أصغر الأعضاء في أسرة إنتاج المسلسل "أدهم صادق" 25 سنة خريج سياحة وفنادق
سنة 2001 وهو ابن المخرج عبدالمنعم صادق وقد فضل الاتجاه إلي مجال الانتاج
وقد سبق له أن عمل كمنفذ إنتاج في 4 مسلسلات منها قلب الخطر. ليالي.
أبوضحكة جنان.
أما المنتج الفني عبدالحميد صبحي فهو باستمرار ما بين البلاتوه أو متابعة
مونتاج أو مكساج وتسليم الحلقات للقنوات المختلفة مثل الحياة. أبوظبي.
بانوراما دراما. دبي. والتليفزيون المصري.
من العناصر الفنية داخل الاستوديو أيضا هاني جمال الدين مسئول الاكسسوار
ومنسق المناظر ويقول انه يعمل في هذه المهنة من 29 سنة لانه أحبها وتعاون
فيها مع دسوقي محمود أشهر مسئول اكسسوار في مصر والذي رحل في رمضان
الماضي.. ويضيف انه عمل في أكثر من مسلسل لهذا العام مثل المصراوية.
الأدهم. قلبي دليلي. وانه يحرص في ان لا تتكرر المفروشات المستخدمة في
أكثر من مسلسل وبمجرد انتهاء التصوير بها تعود للمخازن لتغيير شكلها مثل
ألوان الأقمشة وغيره